8 طرق لزيادة الايمان وخطة تختبر بها مدى قوة ايمانك

الايمان اقرار بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فاعمال الجوارح تبع لاعمال القلب والايمان يزيد حيث اقرار القلب وطمانينته وسكونه فالمؤمن الذي رسخ الايمان في قلبه لا بد ان تتاثر بذلك جوارحه ويسري فيها مسرى الدم في العروق وتظهر اثار هذا الايمان في اقواله وافعاله وفي سلوكه وتصرفاته حتى في خواطره وامنياته.
من طرق زيادة الايمان
اولا: معرفة الله عز وجل: معرفة الله عز وجل هي اول طرق زيادة الايمان وليست معرفته انك وحدته بلسانك فقط ولكن هل تعرفت على الله عز وجل باسماء جلاله وصفات كماله ليمتلئ قلبك بالحب والخشية معا ثم تتعبد الله بمقتضى هذه الاسماء والصفات.
اذا ما عرف الانسان ربه وامن به تفجرت ينابيع الخير في قلبه ثم فاضت على جوارحه بمقدار علمه وقوة ايمانه فالعلم هو السبيل للمعرفة فاعلم الناس بالله هو اخشاهم لله قال تعالى: انما يخشى الله من عباده العلماء [فاطر: 28].
وكما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان: من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار» رواه مسلم
ثانيا: تدبر القران: بتدبر المعاني وفهم للالفاظ فتدبر القران من اهم اسباب زيادة الايمان قال تعالى في صفات المؤمنين الصادقين: واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وقد امرنا الله عز وجل ان نتدبر القران فقال تعالى: كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب اما من يقرا ولا يتدبر الايات قال الله عنه: افلا يتدبرون القران ام على قلوب اقفالها .
ثالثا: معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعرفة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته ومعجزاته يزيد ايمان المؤمن وطريق لهداية الكافر
و في صحيح مسلم عن انس بن مالك رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام
" لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين "
واول مقتضيات حب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الطاعة والوفاء قال تعالى: قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم
فعلى كل مسلم قراءة سيرة الرسول ومعرفة اخلاقه ومعجزاته وان يتخذه قدوة واسوة في كل اعماله.

رابعا: التفكر في خلق الله:
التفكر في خلق الله من اعظم العبادات وهى عباده نسيها اكثر المسلمين الان وهي من اهم طرق تحصيل اليقين وزيادة الايمان.
لما نزل قول الله تعالى: ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب [ال عمران: 190] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويل لمن قراها ولم يتفكر فيها).
فانظر حولك في السماوات والارض والجبال والاشجار وانظر في كل ثمرة تاكلها بل وانظر الى نفسك فنظرك فيك يكفيك قال تعالى: وفي انفسكم افلا تبصرون [الذاريات:21].

خامسا: كثرة النوافل بعد الفرائض:
الاكثار من النوافل هي الطريق الى محبة الله لك فصلاة السنن بعد الفروض وقيام الليل وصوم الاثنين والخميس والصدقة وكل اعمال البر تزيد الايمان في القلب لانها الوسيلة الى محبة الله وفي الحديث القدسي لا يزال عبدي يتقرب الى بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها).

سادسا: القرب من بيئة الطاعة:
القرب من اي بيئة طاعة يزيد الايمان والقرب من بيئة المعصية ينقص الايمان فيابى الله الا ان يعز من اطاعه ويابى الله الا ان يذل من عصاه فابتعد عن اصدقاء السوء ولا تصاحب الا مؤمنا.

سابعا: ذكر الله تعالى:
قال تعالى:}واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون { [الجمعة: من الاية 10] قال صلى الله عليه وسلم: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت صحيح البخاري).
وقال صلى الله عليه وسلم: افضل الكلام اربع: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر صحيح البخاري).
فان ذكر الله يزداد به الايمان وتطمئن به القلوب قال الله تعالى: الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب{ [الرعد:28] والاكثار من ذكر الله كل وقت فان ذكر الله يغرس شجرة الايمان في القلب ويغذيها وينميها وكلما ازداد العبد ذكرا لله قوي ايمانه كما ان الايمان يدعو الى كثرة الذكر فمن احب الله اكثر من ذكره ومحبة الله هي الايمان بل هي روحه.

ثامنا: الدعاء ذلك لان الدعاء يظهر عبودية العبد لربه وحاجته اليه ومسكنته بين يديه وفقره الى الله عز وجل فالعبد عندما يتوجه الى ربه بالدعاء فان ذلك يدل على ما في القلب من الثقة بالله وحسن الظن به وفيه ايضا تظهر عبودية الافتقار الى الله والذل والخضوع له وكلما حقق ذلك اكثر كان الى الله اقرب عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء» رواه مسلم
فعليك بالدعاء والتضرع وقت السحر والاكثار من الدعاء بقول: " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك يا مصرف القلوب صرف قلبي الى طاعتك وطاعة رسولك "؛ فانه متى داومت الدعاء والتضرع لله تعالى: صرف قلبك عن السوء كما قال تعالى: كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين [يوسف: من الاية 24]

تاسعا: الدعوة الى الله عز وجل:
قال تعالى ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين [فصلت: 33]
- والدعوة الى الله من اكبر مقويات الايمان؛ لان صاحبها يسعى الى نصرة هذه الدعوة ويقيم الادلة والبراهين لتحقيقها فالجزاء من جنس العمل فكما سعى الى تكميل العباد ونصحهم وتوصيتهم فان الله يجازيه بتاييده بنور منه وقوة ايمان.
كما ينبغي للامر الناهي الداعي الى الله ان يلتزم الصدق والاخلاص وان يلتزم في دعوته بالحكمة والرفق والصبر على المدعوين والعلم بما يدعوهم اليه وغير ذلك من القواعد فان تحققت فيه هذه الاوصاف اثمرت دعوته ونفعت بفضل من الله تعالى وباذن الله تعالى فهو الهادي وكانت سببا لقوة ايمانه وقوة ايمان المدعوين